امرأة من أهل الجنة (من صحيح البخاري)**(وفائدة من ابن عبدالبر) رحمهم الله
روى البخاري في صحيحه بسنده عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس: " ألا أُرِيكَ امرأةً من أهلِ الجنةِ ؟ قلت : بلى ، قال : هذه المرأة السوداء ، أتت النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالت :
إني أُصرَع، وإني أتكشَّف، فادعُ الله لي، قال : "إِنْ شِئْتِِ صَبَرْتِ ولكِ الجنةُ ، وإن شئتِ دعوتُ اللهَ أن يعافِيَكِ " ، فقالت : أصبرُ، فقالتْ : إني أتكشَّفُ، فادعُ الله أن لا أتكشَّف، فدعا لها".
فائدة من ابن عبدالبر رحمه الله
ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب:
"أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت دائمة الستر والعفاف، فلما
حضرها الموت: فكرت في حالها وقد وضعت جثتها على النعش، وألقي عليها الكساء، فالتفتت إلى أسماء بنت عميس، وقالت يا أسماء: إني قد استقبحت ما يُصنع بالنساء، إنه ليطرح على جسد المرأة الثوب فيصف حجم عظامها، فقالت أسماء: يا بنت رسول الله: أنا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة: قالت: ماذا رأيتِ؟ فدعت أسماء بجريدة نخل رطبة فحنتها، حتى صارت مقوّسة كالقبة، ثم طرحت عليها ثوباً، فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله! تُعرف بها المرأة من الرجل، فلما توفيت فاطمة رضي الله عنها جعل لها مثل هودج العروس.