الى غزة ....التي لم أرها
تحيات كثيرة...خارجة مع انفاسي التي تتراقص الآن نشوة وسكر.....
ولا أدري كيف ستصل اليك..؟؟
أستصل ناعمة كما هي الآن ام مترنحة مثل عربيد سكير قد يسقط في قارعة الطريق الف سقطة....!!!
فهكذا يا عزيزتي انا الآن....أترنح بين دموع الحب والتضامن وبين كأسي الذي لم يفرغ بعد....
أأقول انها سهرة من سهرات شهرزاد...أم ان الوان النهار قد ماعت واختلطت واحتالت الى السواد....!!!
أم انها أشعة الشمس التي نصطليها نهارا...تهرب....تهرب....من ضلوعنا اليابسة...!!!
أم نبضات قلوبنا لم تعد قادرة على تنظيم دقاتها....على وقع الحياة.....
ام أقول...أن الشمس ما زالت في مضربها نائمة....!!!
أكتب وتحت الاضواء....وسينثر الكردل الاسود على صفحاتي....البيضاء.....
ها أنا أنظر...حولي....بعيدا....
بطانية ملقاة في وضعية مهملة...!!
شبح أبيض.....قد يكون طاولة بيضاء يجتمعون عليها دوما في آخر النهار...!!
ومكنسة قش....كان ظلها يمتد تحت الضوء.....ما أعنيه هنا....حتى الأشياء التافهة كان لها ظل...!!!!!!!
اليوم....أقسمت يا غزة...أن أشرب بصحبتك....سأشرب نبيذا رهبانيا...صنعته من رحيق الشمس الغائبة....صنعته يداي اللاتي تشقق جلدها من صقيع الشتاء....!!!
سأشرب باسم الموت الذي تنبلج من ثناياهُ الحياة....!!
وباسم الحياة التي لا تموت...!!
وباسم غزة التي مات على مذبحها العشرات....
وباسم الليل...
أجل....أجل....
وباسم الليل الذي اجتاحك
لكن...غزة...انتظري...اعلمي.....قولي لهم....ذلك أجمل ليل...!!!!
قولي لهم
ليل له تاريخه الانساني
ليل له ناسوته الخاص به
ليل له الدنيا كما لم تكون....
قولي لذاك السجان الذي اطفأ الانوار....عليك
اضحكي وقولي له......
و يحــــلـــــو الســــهـــــر....!!!!!
فان الليل أكثر صراحة من وضوح النهار...فلا نرى تغيير الوجوه...ولا أساها
فقط....نسمع نبض الحديث...دقاته...انغامه...صدقه...وحرارته...فنلمس صدق التعابير وجمالها....
وكأن تكامل الأشياء صدفي....!!
وما القانون والضرورة....سوى تكرار التصادف....!!!!!!
ها انا بين شفتي المرتجفتين...أهتف باسمك....
أتعلمين...أظنني قد ثملت من كأسك الأولى
هم....لا يدركون معنى كؤوسي....يظنون اني أمارس طقوس الفرح....ولكني...أشرب دمعك الحزين....!!!
فكؤوسي املأها بقطرات دمعك.... من جدرانك الرطبه...ومن صليب آلامك...
ولأنك الأجمل فينا اقتلعوك....
ولأنك الصوت الهادر في جوف الصمت....قيدوك...!!!!!
فأنت صوت الانتفاضة من جوف البنسيان...
أعذري قلمي فقد بدأ يترنح...مثله مثل رأسي....فشيطان الكأس قد بدأ يأخذ عقلي ويتعتع لساني بالحقيقة...!!
ها هو ينطق مثل الوتر العالي للعود....يصرخ مثل نمور الأدغال...قد أكون يا عزيزتي في أوج الثمالة....
ولكنني
لرحت أبكي من أعماق البكاء...وأضحك من كل أساريري....ثم أبكي ثم أضحك...ثم أصمت....ثم أصرخ....
طقوس تناقضيه....
وحدها تأتي.....
وحدها تغادر.....
لكن....
انتظري...
غزة...
اناديكي...
فقد تعلمت ان تبق الفضيلة فيّ حتى لو احتسيت بئرا كاملا...!!!
فعليّ أن أجد التوازن بين صخب المادة...وحاجاتها...
بين عواء الجسد وصيحاته وتلك....الروح الجميلة...!!!!
ضربات قلبي تتواصل شوقا لاطلالة صبح جميل...
قبل ساعة فقط...كان صوته يملأ المكان..."الله اكبر....الله اكبر..."
يرفع آذان الفجر....فيملأ الوجوه...معاني الخير....
وقبل ساعة فقط
كان عصفور الدويري يطل بين اوراق شجرة تطل على نافذتي...كان له اهزوجة...تعانق اغصان الدفلى...
حين تطل عليك بعض خيوط الشمس...غزة...اعلمي انه نهارا كاد ينقضي...وان الفجر الآتي قريب...!!!
حدثيني الآن....
ألا يوجد احد على شواطئك...؟؟
ألا ترين شراعا في الأفق يأتي..؟؟
ألا نوارس بالجوار..؟؟
ألا ضياء في المنارات البعيده..؟؟
ألا يوجد رياح..هناك...غير دخان السجائر..؟؟!!!
أتعلمين أني أشعر أن البندول قد توقف...ولا أرى عقارب...ترفع الزمن الثقيل...!!
ولا فواصل توقف الليل...
لا تقدم...!!!!!!
بل.... فقط...امتدادات مسافات قصيرة بيني وبينك..تملؤها حكايات يغطيها الغبار...!!!
لكن..أيضا جسدي المتوقد هذا...يسمع همس طائر الفينق...
اسمعه يهمس
تحت الرماد
سيصدع الحديد
وتغني شواطئك...غزة
ويزهر التفاح....
ويتحرك البندول
وانهيار الليل يبدأ...
وانهيار الليل يبدأ.....!!!!!
2008-01-22
6:15 am